يُعتبر «محمد بن سنان» أحد رواة الحديث الذين اختُلِف في وثاقته بين الفقهاء المتقدّمين وحتى الفقهاء المُعاصرين كذلك. ولمّا كان اسم هذا الرجل مذكوراً في سلسلة أسناد الأحاديث التي يبلغ عددها تقريباً (1000) حديث من أحاديث الكُتب الأربعة، وكان لتلك الروايات أثر كبير ومهمّ في حلّ العديد من المسائل المُعاصرة، فإنّه لا شكّ في أهميّة البحث والتقصّي في وثاقة هذه الشخصية.
- محمد بن سنان الزاهري (المتوفی سنة 220 هـ.) هو من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرّضا والإمام الجواد والإمام الهادي (عَليهم السّلام) (المصدر).
- اختلف العلماء بشدّة حول وثاقة هذا الرجل ولا يعود هذا الاختلاف إلى الوقت الحالي بل كان قائماً أيضاً بين المتقدّمين من الأصحاب، على سبيل المثال فقد ضعّفه كلّ من النجاشي والشيخ الطوسي وابن الغضائريّ وقالوا إنّه لا يمكن الاعتماد والوثوق به، وأمّا الشيخ المُفيد والسيد ابن طاووس ثمّ من بعدهما العلّامة المجلسيّ وآخرون فقد اعتبروه ثقة ويمكن الاعتماد والوثوق به. ويمكن استنباط توثيقه من بعض عبارات الشيخ الطوسي ، كما وثّقه العلامة الحلي كذلك. ومع ذلك يمكننا ملاحظة التعارض حول ضعف «محمد بن سنان» ووثاقته في بعض عبارات الشیخ المفید. (المصدر)
- وفيما يخصّ ضعف «محمّد بن سنان» فإنّ هنالك كلام واحتمالات عديدة ، ويرى القائلون بوثاقته أنّ الاحتمالات المذكورة مرفوضة وناجمة عن بعض الاجتهادات. (من أجل الاطلاع على المزيد والمعرفة الإجمالية بجوانب هذه المسألة، راجع هذا الرّابط).
- وثاقة «محمد بن سنان» برأي الفقهاء المعاصرين:
- من بين الفقهاء المعاصرين، يرى آیة الله شبیري الزنجاني – في أحد المطالب المتعلّقة بوجوه تضعيف وتوثيق هذا الراوي – أنّه ثقة، بل ويعتبره من الثقات الأجلّاء. (المصدر)
- وأمّا آیة الله شب زنده دار فلم يقبل بوثاقة «محمد بن سنان» وصرّح بهذا الشأن قائلاً: إنّ هنالك توثيقاً وتضعيفاً بشأن «محمّد بن سنان» ومن هنا فإنّ التعارض قائم بين التضعيفات والتوثيقات فتسقط جميعها. وبناءً على ذلك، فإنّه لا يمكن إثبات وثاقة «محمّد بن سنان». كما صرّح الأستاذ شب زنده دار بأنّه لا يوافق على الادّعاء القائل إنّ التضعيفات المتعلّقة بـ«محمّد بن سنان» إنّما هي بسبب عدم معرفة منزلة ومكانة آل البيت (عَليهم السّلام) من قِبَل المُضعّفين واتّهامهم لمحمد بن سنان بالغلوّ، لأنّ الأستاذ يعتقد بوجود أشخاص بين المُضعّفين كانوا عارفين بمنزلة آل البيت (عَليهم السّلام) ، ومن هنا فإنّ هذا الادّعاء لن يؤدّي إلى زوال حجيّة تضعيف هؤلاء لمحمّد بن سنان ، وأنّ التعارض بین التوثیقات و التضعیفات الخاصة بمحمد بن سنان باقية على حالها وثابتة. (نقلاً عن درس الخارج في الأمر بالمعروف و النهي عن المنکر للأستاذ شب زنده دار، للسنة الدراسية (2017-2018م).
- ومن بين الفقهاء المعاصرين، فقد اتّبع الأستاذ جواد المروي التأمّل في الروایات التي يوجد اسم «محمّد بن سنان» في أسنادها حيث يبدو أنّه لم يقبل بوثاقته. (المصدر).
وفيما يتعلّق بوثاقة «محمّد بن سنان» تمّ تأليف كتاب يمكن للمهتمّين الاطلاع عليه هنا.