السید عباس صافي زاده


٠٨ أبريل ٢٠٢٣


۰ تعليق


( 12 )

”لماذا الإيقاف؟“ (بيل غيتس) يعترض على مطالبة «إيلون ماسك» بإيقاف تطوير «ChatGPT».

إنتقد «بيل غيتس» محاولات «إيلون ماسك» لإيقاف تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدّم وقال: «إنّ إيقاف النشاطات ليس حلّاً للتحدّيات!»

«إنّ إيقاف النشاطات ليس حلّاً للتحدّيات!»: إنتقد «بيل غيتس» محاولات «إيلون ماسك» لإيقاف تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدّم.

 

إنتقد (بيل غيتس) بشدّة اقتراح منع تطوير الذكاء الاصطناعي المتقدّم لمدّة ستة أشهر من أجل إيجاد معايير أفضل للبرمجة والإدارة.

وكان (إيلون ماسك) – المدير التنفيذي لشركة (تيسلا) و(تويتر) – و(ستيف) و(زنياك) – مؤسسو شركة (أبل) – و(عماد مستقي) – المؤسّس والمدير التنفيذي لشركة (Stability AI) – وأكثر من (١۰۰۰) تقنيّ وباحث معروف، كانوا قد أمضوا على رسالة مطوّلة طالبوا فيها إيقاف نشاطات الذكاء الاصطناعي المتقدّم.

وطالب الموقّعون على الرسالة المذكورة الشركات بإيقاف تعليم أيّ نشاط من أنشطة الذكاء الاصطناعي فوراً، ورغم التوقيع على تلك الرسالة فإنّه ليس من الواضح ما إذا كانت شركة (تيسلا) العائدة لـ(إيلون ماسك) ستقوم كذلك بإيقاف أعمالها في مجال الذكاء الاصطناعي مثل روبوت (تيسلا) والرقائق الداخلة في صناعة السيارات، أم لا.

وكذلك لا يُعرَف بَعد ما إذا كانت تلك المشاريع ستقدّم معايير أقوى وما إذا كان ذلك سيخلق مشكلة أساسية في مشروع مايكروسوفت البنّاء. ويؤكّد (بيل غيتس) – الذي تبلغ ثروته قرابة (١١۰) مليارات دولار – على أنّ مشروع منع الذكاء الاصطناعي سيؤدّي إلى إيجاد العوائق الكبيرة، وأشار إلى أنّ هذا الأمر يحتاج إلى موافقة جميع الشركات في أنجاء العالم.

وأضاف (غيتس) قائلاً: يجب علينا التركيز على أفضل السّبل للاستفادة من تطوّرات الذكاء الاصطناعي وذلك لصعوبة إدراك كيفية إيجاد توقّف شامل على المستوى العالمي.

وخلال لقاء له مع مؤسسة (رويترز) الإخبارية صرّح (بيل غيتس): لا أعتقد بأنّ طلب جماعة أو فئة ما بالإيقاف سيعمل على تجاوز التحدّيات. من الواضح أنّ هنالك الكثير من المزايا في هذه الأمور... وأمّا ما يجب علينا فعله فهو تشخيص النقاط الصعبة والمُعضلات.

 

عداء قديم...

وتأتي معارضة (بيل غيتس) للتوقّف المُقترَح للذكاء الاصطناعي بعد الهجوم الذي شنّه عليه (إيلون ماسك) على الهواء مُدّعياً بأنّ مؤسسي (أبل) – (بيل) و(ميليندا غيتس) – لا يعلمون عن الذكاء الاصطناعي سوى الشيء القليل. كما كتب تغريدة في حسابه على (تويتر) قال فيها إنّه ما زال يتذكّر لقاءه الأوّل مع (بيل غيتس) وإنّه لا يعرف الشيء الكثير عن الذكاء الاصطناعي، وما زال كذلك!

وورد في انتقاد (إيلون ماسك) - في الجواب على مقالة لـ(بيل غيتس) بعنوان (حان عصر الذكاء الاصطناعي) - أنّ ما جاء في تلك المقالة لم يقتصر على بيان الطرق التي يمكن لتلك التقنيات تحسين النمط الحياتي في الكثير من المجالات الواسعة في العالم، بل إنّ من شأن ذلك أن يُجسّد كذلك المخاطر الكامنة وراء ذلك.

وكان (بيل غيتس) قد كتب في أثناء اختبار تقنية (OpenAI) بأنّه قد أدرك أنّ هذه الحركة تشبه الثورة كما حصل عند اختراع الحواسيب الأولى، وقال: كنت أعلم بأنّني أرى أهمّ تقدّم تقنيّ منذ ظهور الرابط الجرافيكي العملي وحتى الآن. ورغم تفاؤله هذا فقد استدرك مُحذّراً: ينبغي للعالم أن يضع قوانين جديدة من أجل أن تكون نقاط ضعف الذكاء الاصطناعي أكبر بكثير من مزاياه. 

وصرّح (بيل غيتس) قائلاً بأنّه لا يعتقد أنّ منع تطوير الذكاء الاصطناعي هو الحلّ الناجح والاطمئنان بإيجاد التعادل في الاتّجاه الصحيح. وفي مقابلة أخيرة معه، قال (بيل غيتس): أنا لا أعلم بالضّبط ما يقوله هؤلاء... فهم يقولون: من هو القادر على إيجاد مثل هذا التوقّف؟ هل هناك بلد في العالم يوافق على هذا التوقّف؟ بل لماذا ينبغي حصول مثل هذآ التوقّف أصلاً؟

وأشار (بيل غيتس) أيضاً إلى وجود نوع من التوتّر في الصناعة حول هذا الموضوع، قائلاً: لكنّني أعتقد أنّه ستكون هنالك الكثير من الآراء المختلفة في هذا المجال كما أنّ التفاصيل الخاصّة بإجراء هذا التوقّف ستكون معقّدة للغاية.

وجدير بالذّكر أنّ شركة مايكروسوفت كانت قد استثمرت الكثير من الأموال في مجال الذكاء الاصطناعي ومن ذلك دعم (OpenAI) ومنظمة تطوير (ChatGPT) وأنظمة الذكاء الاصطناعي المذكورة في الرسالة. وتؤكّد آراء (بيل غيتس) على دعمه المتواصل والطويل الأمد للذكاء الاصطناعي كوسيلة قويّة وفعّالة للقيام بالتغييرات الإيجابية، لكنّه في الوقت نفسه يؤيّد ضرورة إجراء البحوث الدقيقة بشأن أخطار تلك الوسيلة ومزاياها الكامنة.

 

لماذا اقتراح الإيقاف الآن؟

تأتي رسالة الإيقاف هي والمطالبة بطرق متعدّدة بإيجاد تقنية أكثر تقدّماً وبشكل أدقّ وأكثر أماناً وشفّافية وأقوى وأكثر انسجاماً وتكون قابلة للتفسير والثقة والوفاء، بعد المنافسة حول الدخول إلى لعبة مثال اللغة الكبيرة (the large language model). وفي السنة الماضية عُرِف نظام (ChatGPT) بأنّه أحد المُغيّرين للعبة فقد كان أداؤه جيداً إلى حدّ أثار عنده الخوف في نفوس العديد من الموظفين خشية أن استخدام الروبوت بدلاً عنهم في القيام بالأعمال. في الوقت الذي أعلن فيه مثال اللغة الكبيرة (the large language model) في الجواب عن سؤال الموقع (Fortune) بأنّه يعلم الأدوار التي تقع على عاتقه.

وهكذا، سارعت شركة مايكروسوفت إلى إجراء تطبيق (Bing) بدعم من التقنية المقدّمة من قِبل (OpenAI)، ويناير / كانون الثاني من عام (٢۰٢٣) قامت الشركة المذكورة باستثمار (١۰) مليارات دولار أخرى في هذه التقنية. وكانت بداية (Bing) مليئة بالأحداث مُبيّناً أنّه يرغب في أن يكون (إنساناً) وقد يكون هذا الجواب مُبرّراً للمخاوف التي أشار إليها (إيلون ماسك) بشأن حركة الذكاء الاصطناعي باتّجاه آخر الزمان للمنهيّ (terminator).

والشيء نفسه يُقال عند تطبيق (Bard) – وهو النظام المبنيّ على (ChatGPT) في غوغل – حيث تضمّنت أجوبته على بعض الأسئلة الكثير من الأخطاء والاشتباهات ممّا أدّى إلى خسارة قيمة الشركة في السوق بمليارات الدولارات بشكل مؤقّت، على سبيل المثال، وفي جواب هذه التقنية على الأسئلة التدريبية لـ(SAT) – وهي أسئلة تتعلّق باختبار الدّخول إلى الجامعات في الولايات المتحدة – فإنّها تجاهلت مُعظمها تقريباً، لكنّها أبدت استعداداً غريباً مثلاً في الإجابة عن الأسئلة الخاصّة بـ(هاري بوتر).

 

المصدر

https://fortune.com/2023/04/05/bill-gates-microsoft-questions-elon-musk-plan-for-a-i-development-ban

تسميات :

مختارات المحرّر

فقه الأخلاق

أخلاق الذكاء الاصطناعي

تحمّل مسؤولية الذكاء الاصطناعي

حقوق الذكاء الاصطناعي

تعليقات

۰ تعليق

لجنة الفقه المعاصر في برامج المراسلة:

جميع الحقوق المادية والمعنوية محفوظة للجنة الفقه المعاصر@2024