السید عباس صافي زاده


٢٧ ديسمبر ٢٠٢٣


۰ تعليق


( 12 )

التجمّع الوطني الخاصّ بالمجتمع السليم في عصر الأرقام

التجمّع الوطني الخاصّ بالمجتمع السليم في عصر الأرقام: الاتّجاه التفسيري والنّقدي

ينعقد التجمّع الوطني الأوّل الخاصّ بالمجتمع السليم في عصر الأرقام: الاتّجاه التفسيري والنّقدي في ۱۶ اسفند ۱۴۰۲ (٦-٣-٢۰٢٤) من قِبل مؤسسة (انديشه جهرم) للتعليم العالي، وذلك في مدينة (جهرم).

يبدو أنّ المجتمع السليم وجودة الحياة فيه مفهوماً انتراعياً بحتاً بحيث لا يمكن إيجاد تعريف جامع ومانع له. وقد تمّ طرح بحث جودة الحياة مؤخّراً في أدب التنمية المستدامة وبرمجة التنمية الاجتماعية ومباحث الاقتصاد الحديث، فحظي بمنزلة واهتمام خاصّيْن، ورحت الحكومات على المستوى الوطني والمحليّ وكذلك الكثير من المؤسسات تعمل مقايساته ومعاييره حتى تمّ تشخيص عدد من المعايير والمؤشّرات الخاصة بمقايساته. وتُعتبر جودة الحياة مفهوماً متعدّد الأوجه والأبعاد ويحتاج الخوض فيه اتّباع أسلوب بينيّ وفوقبينيّ، فجودة الحياة – كحوار عالمي – يُعدّ ردّ فعل طبيعي في مقابل الأحداث غير المتوقّعة والأضرار الجادّة التي أوجدتها السياسات المتعارفة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية على مستوى الفرد والوطن والعالم. وفي عصر الأرقام حيث تستطيع جودة الحياة أن يكون مؤشّراً للمجتمع السليم وغير السليم، يمكنها كذلك أن تكون آلية للتعامل والتقييم والإصلاح في مسار السياسات الخاصّة والواسعة. وللثورة الرقمية الكثير من عوامل القلق والنتائج الخطيرة الخاصّة بها، مَثلها في ذلك كمَثل أيّ ظاهرة تكنولوجية أخرى، مثل الثورة الجنينية، وهي تشمل الكازينو العالمي والإرهاب والأضرار البيئية وعدم الاستقرار بشكل مباشر وغير مباشر، وبالتالي تُهدّد خصوصية حياة الإنسان، أو قد تصبح أداة فعّالة في يد الحكومات القمعية تستخدمها للمراقبة والسيطرة، كما توفّرت الإمكانيات الكثيرة للمجرمين والمخرّبين والمتعصّبين وكلّ الجماعات والأفراد الذين يهدّدون المصالح العامّة، وهي وسيلة مُغرية وفذّة للغاية لإغراء الناس والتحايل عليهم وغسل عقولهم، والأهمّ من هذا كلّه أنّها مع استخدام أشكال التقدّم العلمي والتكنولوجي الحديثة، مثل الجينات وتكنولوجيا النانو وعلم الموادّ، تُمكّن أولئك من إجراء التغييرات في البنية الإنسانية من حيث المادّة والجينات والمعلومات والاتّجاه نحو بيئة تحوّل الإنسان العادي إلى نوع آخر من المخلوقات الحية نجهل الكثير من أبعادها وآثارها، فضلاً عن تغييرها للظروف المادية والبيئة الاصطناعية للإنسان بشكل غير مسبوق. وفي ظلّ هذه الظروف حيث تتّسم جودة الحياة بتعقيدات محيّرة، فإنّ التشريع من خلال النّظر إلى الماضي يُعدّ خطأ لا يمكن إصلاحه. وفي إيران فإنّه لا يمكن تجاهل هذا الأمر، فقد تمكّنت الثورة الرقمية من اقتلاع جميع الناس في أنحاء العالم من الزمن الحالي وإدخالهم دون اختيارهم إلى مجالات يتعلّق مُعظمها بالمستقبل، وتكمن صعوبة البحث في موضوع المجتمع السليم وجودة الحياة في إيران في ضرورة التأثير في الزمن الحاضر بالإضافة إلى الاهتمام بالمستقبل المليء بالغموض وغير القابل بالتنبّؤ.

ومهما يكن من أمر، ففي الحياة المليئة بالصعوبات والأزمات في إيران في الوقت الحاضر فإنّه لا يمكن استغلال الفُرص الثمينة وإزالة جميع أنواع التهديد والمخاطر إلّا في حال توفّرت الظروف المناسبة للحياة لكلّ فرد من أفراد المجتمع بالنّظر إلى مُستلزمات عصر الأرقام. ومن ناحية أخرى، فإنّه يجب تعريف الظروف المناسبة على أساس الوقائع وليس على أساس التصوّر الساذج والخاطئ الذي يعتمده المسؤولون والسياسيون والمشرّعون. وينبغي للناس في كلّ نقطة من إيران أن يحدّدوا الظروف المناسبة من وجهة نظرهم والسبيل إلى جودة الحياة المثالية من خلال مشاركتهم. وإلى وقتنا هذا، ووفقاً لأصل القيمومية، فقد تمّ تعريف أغلب احتياجات الناس على أساس مصالح القوى وليس على أساس الالتزام الوطني والحرص على الناس. وقد حان الوقت لتطبيق هذا الأسلوب بالنّظر إلى الرؤية الجديدة التي تشكّلت في العالم. ولا ريب في أنّ البحث والتحقيق اللذيْن يُعتبران الأساس القويّ والأصيل للتقدّم في أيّ بلد، وطلاب اليوم الذين سيصبحون أساتذة الغد وجزءاً من أركان ذلك، لا إيب في أهمية أن يقوم هؤلاء جميعاً بالاهتمام بهذا الموضوع والإشراف عليه.

هذا، وتُعدّ المؤتمرات واللقاءات فرصة ثمينة لا بدّ للباحثين من اغتنامها من أجل أن يشاركوا الآخرين نتاجاتهم العلمية والعملية ويكتسبوا الخبرات من نتاجات غيرهم من الباحثين لغرض زيادة محصولاتهم العلمية إضافة إلى تشكيل الآراء الجديدة في أذهانهم. إنّ تقديم الآراء والمقترحات عنصر مهمّ في عملية التحقيق والبحث وتُعتبر المؤتمرات العلمية من أفضل السّبل لتوفير الفُرص للطلاب والأساتذة لكي يستلهموا الآراء والنتائج من الباحثين والمحقّقين الآخرين وتفاعلها مع نتائجهم وفرضياتهم وبالتالي إيجاد وتقديم آراء جديدة وحديثة في المجالات الاختصاصية.

ومن هنا فإنّنا نأمل أن نُوفَّق في بلوغ هذا الهدف الكبير وإيجاد الأرضية المناسبة لخلق هذا الهدف. نتمنّى أن نكون قد خطونا خطوة أخرى – وإن كانت بسيطة - إلى الأمام من خلال إقامة مثل هذه المؤتمرات، لتشجيع ورعاية أكبر عدد من الباحثين نحو موضوع البحث والتحقيق وتقديم المساعدة اللازمة لهم للتعرّف على الرّؤى والأفكار والأعمال البحثية الأخرى للمحقّقين والباحثين الآخرين.


محاور المؤتمر

  • علم النّفس وسلامة المجتمع في عصر الأرقام
  • شبكات التواصل الاجتماعي والسلامة الفردية – الاجتماعية في عصر الأرقام
  • دور الدين والمعنويات في السلامة الفردية والاجتماعية في عصر الأرقام
  • الإعلام والسلامة الفردية – الاجتماعية في عصر الأرقام
  • أساليب الإدارة والقيادة في عصر الأرقام
  • التعليم في عصر الأرقام
  • الرياضة وأوقات الفراغ في عصر الأرقام
  • الاقتصاد و السلامة الفردية – الاجتماعية في عصر الأرقام
  • الأسرة و السلامة الفردية – الاجتماعية في عصر الأرقام
  • الذكاء الاصطناعي و السلامة الفردية – الاجتماعية في عصر الأرقام
  • الأخلاق في المجتمع السليم في عصر الأرقام  
  • الصحّة في المجتمع السليم في عصر الأرقام

 

التواریخ المهمة


تأریخ إقامة المؤتمر: 16 و 17 اسفند ماه (٦ و ۷-٣-٢۰٤)

آخر مهلة لإرسال ملخّص المقالات: 30 آذر ماه (٢١-١٢-٢۰٢٣)

آخر مهلة لإرسال أصل المقالات: 1 بهمن ماه (٢١-١-٢۰٢٤)

آخر مهلة لتسجيل الأسماء في المؤتمر: 30 بهمن ماه (١۹-٢-٢۰٢٤)

 

تسميات :

فقه الفضاء الافتراضي

أخلاق الذكاء الاصطناعي

فقه التعليم و التربیة

تعليقات

۰ تعليق

لجنة الفقه المعاصر في برامج المراسلة:

جميع الحقوق المادية والمعنوية محفوظة للجنة الفقه المعاصر@2023