صناعة ذكاء اصطناعي خاصّ بعلماء الفيزياء

قام العلماء الألمان بتلقين أحد نماذج الذكاء الاصطناعي ليستطيع التفكير مثل كبار الفيزيائيين المعروفين من أمثال ألبرت آينشتاين وإسحاق نيوتن.

ووفقاً لوكالة (ايسنا) نجح العلماء في مركز (يوليش Jülich) للأبحاث في تلقين وتعليم الذكاء الاصطناعي بشكل بحيث يستطيع التفكير مثل ألبرت آينشتاين وإسحاق نيوتن.

وبإمكان هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي من خلال هذه الطريقة في التعليم تشخيص وتمييز مجموعة كبيرة ومُعقّدة من المعلومات وبالتالي إيجاد نظرية فيزيائية متناسبة.

ونقلاً عن (آي‌ اي) فإنّ بإمكان هذا الذكاء الاصطناعي تذكّر بعض الأسماء مثل آينشتاين ونيوتن بشكل دقيق لأنّهما قدّما لنا نظريات جديدة حيث سُجّل اسميهما في التأريخ حيث تبيّن نظريّاتهما الكثير من الظواهر الموجودة حولنا.

وعلى سبيل المثال، فقد ساعدتنا قوانين نيوتن في الجاذبية على فهم الجاذبية ليس على سطح الأرض وحسب بل منحتنا إمكانية وضع التصوّرات والتوقّعات الدقيقة الخاصة بحركة السيارات الأخرى كالقمر وسائر الأجرام السماوية.

تعليم الذكاء الاصطناعي الخاص بالفيزيائيين

هنالك اتّجاهان رئيسان حول تشكيل نظرية أو فرضية جديدة، حيث يمكن البدء من القوانين المعروفة في مجال مُعيّن، ثمّ استخراج فرضيّات جديدة منها، أو السّعي إلى توضيح وبيان شيء ما أو ظاهرة جديدة بالاستناد إلى نظرية جديدة، ورغم ذلك فإنّ القسم الأصعب في هذه المسألة هو اختيار الاتّجاه المناسب في الوصول إلى الفرضية المطلوبة.

وقبل البدء في تعليم الذكاء الاصطناعي وتلقينه ليتمكّن من التفكير في مجال الفيزياء، كان علماء الفيزياء يستعينون بالفيزياء نفسها في فهم عمل الذكاء الاصطناعي.

هذا، وقامت (كلوديا مرجر) – الباحثة في مؤسسة (يوليش) بالاستعانة بشبكة عصبية من أجل وضع تصميم دقيق لأحد التصرّفات المعقّدة لجهاز بسيط، وقد استطاع الذكاء الاصطناعي القيام بهذا العمل وإنجازه من خلال تبسيط التعاملات المُعقّدة بين أجزاء للجهاز.

ثمّ عمد فريق البحث بالاستفادة من هذا الجهاز البسيط لغرض وضع خارطة وتصميم معكوسيْن بالذكاء الاصطناعي الذي تمّ تعليمه وتلقينه، فتمكّن هذا الجهاز من إيجاد نظرية جديدة من خلال العودة من الأجزاء البسيطة إلى الأجزاء الأكثر تعقيداً. ويُشبه هذا الاتّجاه الشيء الذي يمكن لعالم الفيزياء اختياره، مع فارق واحد وهو قابلية قراءة الفعل والانفعالات في المُخرجات المُبيّنة من قِبل الذكاء الاصطناعي.

وقد أطلق الباحثون اسم (الذكاء الاصطناعي الخاصّ بالفيزيائيين) على هذا الجهاز.

ما هو الفرق بين الجهاز الجديد وسائر نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى؟

قامت (كلوديا مرجر) بالبحث في كيفية البنى التحتية الأصغر في الأعداد المكتوبة من جرّاء التعامل بين الرّقميّات المتشكّلة لكي تبيّن كيفية قيام نموذج الذكاء الاصطناعي بعملية التفكير. وقد استطاع الباحثون بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي طرح نظرية مفادها أنّ لمجموعة الرّقميّات الأوضح دوراً فاعلاً في تشكيل الأعداد المكتوبة.

لا شكّ في أنّ الاستعانة بالذكاء الاصطناعي أمر مُفيد لأنّ ذلك يتيح إمكانية دراسة عدد كبير من التعاملات في آن واحد، كما أنّ من شأن هذا العمل أن يحسّن الجهود الحسابية والاعتماد على الأنظمة الصغيرة جداً من دون تدخّل الذكاء الاصطناعي.

وأمّا الفرق بين هذا الجهاز وسائر نماذج الذكاء الاصطناعي التي تمّ عرضها قبل هذا، فيكمن في كيفية تعليمه وإدراكنا لكيفية عمله. وبشكل اعتيادي فإنّ نماذج الذكاء الاصطناعي تتعلّم المعلومات المطلوبة في عملية التعليم وهذا التعليم كامن في مؤشّرات النظام الذي تمّ تعليمه.

وبدلاً من الاستعانة بالرؤية الفيزيائية للذكاء الاصطناعي استطاع الباحثون بنجاح استخراج النظرية الملقّنة من قِبل الحاسوب واللغة التي يستفيدون منها في توضيح التعاملات بين أجزاء النظام.

وأعلن (موريتز هلياس) – الباحث المعروف في هذه الدراسة، في لقاء إعلامي: يمكن الاستعانة بهذا الجهاز لإيجاد جسر بين التعاملات المعقّدة للذكاء الاصطناعي والنظريات التي يمكن للإنسان فهما وإدراكها.

هذا وقد تمّ نشر نتائج هذا البحث في مجلة (Physical Review X).