آية الله العظمى صافي: إنّ ما تمّ إنجازه حتى الآن من قِبَل لجنة الفقه المعاصر هو عمل جبّار

خلال استقباله لأعضاء مجلس الشورى العلمي للجنة الفقه المعاصر في داره، عبّر سماحة آية الله العظمى صافي عن تقديره وتثمينه للاهتمامات والملاحظات التي قام بها المجلس المذكور والنجاحات التي حقّقها، وعلّق قائلاً: «إنّ ما تمّ إنجازه حتى الآن يُعتبر عملاً جبّاراً ممّا يدلّ على أنّ فقهنا قادر على الإجابة عن جميع المسائل».

هذا، وأبدى سماحته سروره للأعمال التي تمّ تنفيذها ودعا الإمام صاحب الزمان (عج) لإنجاح المقاصد والأهداف السامية لهذه اللجنة مؤكّداً على أفضلية الفقه الشيعي على جميع النماذج العلمية والحقوقية في العالم، وقال: «يتمتّع فقهنا بخلفية تأريخية عريقة منذ عصر الأئمّة المعصومين (عَليهم السّلام) وأصحابهم، ونحن كلّما تقدّمنا في التأريخ فإنّنا إنّما نتبع نفس تلك العلوم والمطالب، لكن، بما أنّ هذه الموضوعات جديدة ومستحدثة ولم تكن موجودة في الماضي، فإنّنا نحاول استنباطها من فقه آل البيت (عَليهم السّلام). فكلّما تقدم التأريخ تقدّم معه فقهنا وواكبه، لكن ينبغي الاستمرار في التقدّم بحيث لا يخرج أيّ مطلب عن ذلك الإطار».

واستأنف مرجع التقليد حديثه قائلاً: «إنّ ما تقومون به هو أمر ضروريّ ولازم لكي تتمّ معرفة هذه الموضوعات المستحدثة، وكلّما اتّضحت هذه المصاديق كان ذلك مُثمراً وناجحاً».

وصرّح سماحته بقوله: «لا بدّ من التقدّم إلى الأمام بحيث تبقى المطالب الفقهية الأصلية محفوظة واستخراج هذه المطالب منها، وفي الحقيقة تكون أعمالكم بمنزلة توضيح للمطالب والروايات المنقولة عن آل البيت (عَليهم السّلام)، وبعبارة أخرى، فإنّ فقهنا ليس جديداً وفي الوقت نفسه يُعتبر جديداً أيضاً».

وفي ختام حديثه، قال سماحته: «إذا لم نتعرّض لهذه المطالب الجديدة فإنّ ذلك سيمثّل نقصاً بينما يُعدّ فقهنا غنيّاً ويمكنه الإجابة عن جميع المسائل».

وخلال هذا اللقاء الحميم أشار سماحة آية الله «أعرافي» ــ المدير المحترم للحوزات العلمية ــ إلى أنّ البعض يدخل في هذه المسائل الفقهية والأصولية الجديدة التي تُعتبر ضرورية في الوقت الحاضر، من مداخل مبنية على مبادئ ومناهج فقهية وأصولية غير صحيحة، وعلّق قائلاً: «بسبب أهمية هذا النوع من المسائل وحساسيّتها والحاجة إلى تناولها كان لا بدّ للحوزة من الشروع في ذلك لكي تتمكّن من تقديم الإجابة الصحيحة والدقيقة إضافة إلى التربية العلمية للطلاب».

وأضاف مدير الحوزات العلمية قائلاً: «من أجل الولوج إلى مثل هذه الموضوعات بدقّة وحرص وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للحوزة العلمية، اجتمع عدد من الأساتذة المعروفين في درس الخارج تحت إشراف آية الله شب زنده دار وأقاموا الجلسات العلمية المتعدّدة، وكانت اجتماعات أولئك الأساتذة ومباحثاتهم المستمرّة تُقام مرّة أو مرّتيْن في الأسبوع، ويُعدّ ذلك من النجاحات التي حقّقتها الحوزة».

وخلال تلك المقابلة أيضاً تحدّث آية الله شب زنده دار بإيجاز مشيراً إلى أنّ المجلس العلمي للفقه المعاصر يتألّف من الأساتذة الأفاضل: آية الله شهيدي وشوپائي وعندليبي وقائني ومدرّسي اليزدي وسماحته كذلك، ثمّ قال: «من الضروري دعم النشاطات العلمية التي تقوم بها هذه المجموعة من قِبَل المراجع العظام كسماحتكم لكي يتمكّن المجلس الأعلى وبطمأنينة أكثر من السّير بخطوات ثابتة وتقديم إنتاجه إلى النظام التعليمي في الحوزة، ومن أجل أن تستمرّ هذه المجموعة من الاستمرار والمثابرة على أعمالها ونشاطاتها بقوّة وحزم، فيكون للطلاب والأفاضل حضور فاعل وواضح في تلك الموضوعات».

وفي اللقاء المذكور أشار آية الله قائيني ــ أحد أساتذة دروس الخارج في الفقه وعضو آخر من أعضاء لجنة الفقه المعاصر ــ إلى النجاحات التي حقّقها المرحوم الشيخ حسين الحلّي (ره) في وروده إلى المسائل المستحدثة وانتشار كتاب (بحوث فقهية) الذي يتناول المسائل الفقهية المعاصرة، وعاتب في كلامه بعض الأساتذة الذين قلّما يتطرّقون إلى الموضوعات الجديدة والمستحدثة بسبب مشاغلهم الكثيرة، ثمّ سأل سماحة آية الله العظمى صافي بأن يُطالب الأساتذة الذين يمتلكون القدرة والأهلية المطلوبتيْن بالولوج في الموضوعات المستحدثة بشكل أكبر وأوسع.

وحضر خلال اللقاء المذكور كلّ من المدير المحترم للحوزات العلمية سماحة آية الله «أعرافي» وأعضاء المجلس العلمي في لجنة الفقه المعاصر: سماحة آية الله قائيني وشب زنده دار وشهيدي وعندليبي وشوپائي ومدرّسي اليزدي، وكذلك مدير لجنة الفقه المعاصر حجّة الإسلام والمسلمين إثنا عشري.