السید عباس صافي زاده


١١ أكتوبر ٢٠٢٢


۰ تعليق


( 12 )

تقرير برنامج لجنة الفقه المعاصر حول التعاون بين الحوزة والجامعة

إنّنا بحاجة في الوقت الحاضر إلى معرفة آخر النتاجات العلمية في العالم من أجل معرفة الموضوعات بشكل دقيق

يتناول هذا التقرير التحدّيات وبعض النماذج عن المسائل الموجودة لخلق العلاقة بين الجامعة والحوزة

أعلن آية الله أعرافي عن مجموعة من السّبل ولأوّل مرّة بشأن الإجراء العلمي والاستراتيجيّ للجنة الفقه المُعاصر في المستقبل، وذلك خلال مراسم كشف النقاب عن الآثار الاجتهادية للجنة المذكورة في (آذر ١٤۰۰ – تشرين ثان/كانون أوّل ٢۰٢١م). وهو إجراء يهدف إلى حلّ المشاكل العلمية الواقعية من دون الحاجة إلى خلق جوّ من التشويش أو إلقاء اللّوم على الآخرين – وهي السياسة التي ننتهجها في الكثير من النشاطات – ونحن بحاجة إلى تطبيق ذلك في الوقت الحاضر.

ومن خلال التذكير بخلفيّته في السنوات الماضية في إدارة أكاديمية الحوزة والجامعة، وكذلك جامعة المصطفى وعضويّته في مجلس الثورة الثقافية وهيئة الأمناء في بعض الجامعات، قال سماحة آية الله أعرافي: إنّ العلاقة بين الحوزة والجامعة تتجلّى اليوم بحلّة جديدة.

من الواضح أنّنا بحاجة في الوقت الحاضر إلى معرفة آخر النتاجات العلمية في العالم من أجل معرفة الموضوعات بشكل دقيق والاطّلاع على أسئلة واستفسارات الناس العصرية والمتخصصين في الداخل والخارج. وبهذه الطريقة يمكننا عقد الآمال على فاعلية النتاجات العلمية وأثرها.

ومن المراكز التي يمكن أن تنفعنا في مثل هذه الأمور إلى جانب المناهج والطرق الأخرى، هي الجامعات، لكن توجد بعض المُعضلات في هذا التعاون حيث تمّ حلّ قسم منها على حين وصل القسم الآخر إلى مراحله النهائية.

إنّ هذا الشكل الجديد من التعاون يُمثّل الأسلوب الذي أشار إليه سماحته من قبل.

 

وفيما يأتي بعض الأمثلة للمسائل القائمة في الوقت الحاضر:

أوّلاً: يقوم المتخصصون والأساتذة في أيّ مركز علمي بالبحث في الموضوعات من زاوية لا يمكن بالضرورة تطبيقها في المباحث الفقهية بنفس الطريقة. يمكن مثلاً الإشارة إلى التحليل الطبي والعلاجي للسكتة الدّماغية، فرغم كون هذه التحليلات مفيدة ونافعة للدارسين في مجال الطبّ لكنّها لا تبيّن بعض زوايا الموضوع المهمّة في الفقاهة. إلّا أنّه تمّ حلّ معضلة (تنسيق أو تقريب الاصطلاحات) في العديد من المجالات.

ثانياً: على الرّغم من أنّ المجلات الحوزوية تحتلّ مرتبة علمية وبحثية وفق اللوائح المُصادق عليها، ومع أنّ الكثير من المراكز والأساتذة العلميين النّخبة في الحوزة لهم بحوث معمّقة ودقيقة في مختلف الأصعدة والمجالات، لكن ما زال التعاون العلمي مع الحوزة أو نشر المقالات في المجالات والصحف الحوزوية لا يُعتبر نشاطاً بحثياً في أغلب جامعات البلاد الأمر الذي لا يؤدّي إلى ارتقاء مستوى الجامعيين، كما أدّى ذلك إلى عدم إمكانية الاستفادة من جميع الإمكانات والقدرات العلمية لدى الجامعيين.

إلّا أنّ أسباب هذه المسألة لا تقتصر على إصدار لائحة أو ضوابط مُعيّنة، إذ أنّ أصل هذه المشكلة يكمن في أنّ تأثير ومكانة العلوم الحوزوية الدقيقة في تقدّم مجالات العلم بل والتغييرات الأساسية في العلوم لم يتّضح بَعد بالنسبة للباحثين الجامعيين.

 

وبفضل جهود جميع الفقهاء والأساتذة والباحثين الحوزويين النّخبة ومجموعة كبيرة من الجامعيين الذين يقدّمون العون إلى لجنة الفقه المعاصر لأكثر من خمس سنوات، وصلت هذه المسألة إلى مراحلها النهائية، ومن خلال النشاطات المكثّفة التي بدأت في أوّل سنة (١٤۰١ – ٢۰٢٢م) فإنّنا نأمل في أن تحدث إجراءات أكثر تأثيراً في هذا المجال. ولا شكّ في أنّ العمل الذي كان صعب المنال كلّ تلك السنين يحتاج إلى وقت كافٍ حتى يتمّ إنجازه بالشكل المطلوب.

إنّنا نؤمن بأنّ الحوزويين النّخبة ليسوا مقصورين على (قم) كما أنّ الجامعيين النخبة ليسوا مقصورين على (طهران)، بل توجد في كلّ أنحاء إيران نُخَب كثيرة وسوف يقوم الجميع بتقديم العون لنا في مسيرتنا هذه.


 

 

تسميات :

الحوزة العلمية

تعليقات

۰ تعليق

لجنة الفقه المعاصر في برامج المراسلة:

جميع الحقوق المادية والمعنوية محفوظة للجنة الفقه المعاصر@2025