الكتاب
|
مقدمة الكتاب
|
تعليقات المستخدم
عني العلماء المتقدمون والمتأخرون بالتعريف، بمصطلحات كل علم وجمع بيانها في مؤلفات مستقلة، بعضها مختص بمصطلحات فنّ من الفنون، أو فرع من فروع العلم، وبعضها الآخر جامع لإصطلاحات العلوم المختلفة. وذلك كما نرى في تلك المؤلفات التي عنيت بالتعريف بالألفاظ المصطلح عليها من بين أرباب الفنون المختلفة من فقهاء ومفسرين وبلغاء ونحويين وفلاسفة ومتكلمين ومحدثين وأصوليين... إلخ، بحيث لم يقصد من تصنيفها التعريف بالألفاظ المستعملة عن أهل فنّ واحد دون غيرهم. ومن جهة أخرى يجد المتأمل في التراث الإسلامي نوعاً من المؤلفات التي إختصت ببيان معاني الألفاظ الإصطلاحية الفقهية الواردة في بعض المتون أو الشروح أو المدونات الفقهية الشهيرة في المذاهب المختلفة، بحيث تعرف معناها اللغوي، إن كانت من غريب اللغة- والعرفي، إن كان لها ولاية عرفية، والشرعي، إن كان لها معنى شرعي خاص نقلت إليه. ولا يخفى أن هذا النوع من المؤلفات تفيد الدارس المعاصر للنظم الإسلامية والباحث في النظريات الفقهية والأحكام الشرعية في التعرف على دلالات كثيرة من الألفاظ المتداولة عند الفقهاء والدارجة على ألسنتهم والمستعملة في كتبهم بمعان إصطلاحية، غير أنها لا تحقق غرضه ولا تشفي غليله في كثير من المواطن والأحوال، ذلك لأن أكثرها مرتب على ترتيب الأبواب الفقهية، تبعاً للمصنفات التي قصد المؤلف ببيان غريب ألفاظها، ولأن موطن ورود الكلمة ذات الدلالة الإصطلاحية مختلف بحسب إختلاف كتب المذاهب الفقهية في ترتيب الأبواب والفصول عرض المسائل، ومتباين أيضاً في مصنفات المذهب الفقهي الواحد، مما يتطلب جهداً كبيراً وعناء بالغاً في العثور على مكان وجود ذلك اللفظ الذي يراد معرفة معناه وما يرمي إليه، بالإضافة إلى إختلاف الدلالة الفقهية للفظ الواحد بين المذاهب تبعاً لتباين آرائهم وإجتهاداتهم في بعض الأحكام المتعلقة به. وثمة صعوبة أخرى تواجه الباحث، وهي عدم إشتمال تلك المدونات والكتب المشار إليها على شرح الكثير من المصطلحات الفقهية التي ترد على ألسنة الفقهاء، مما يجعل الأمر ملتبساً على كثير من الناس. ثم أن بعض المصطلحات الفقهية مما يجعل الأمر ملتبساً على كثير من الناس. ثم أن بعض المصطلحات الفقهية هي مذهبية المورد، بمعنى أنها غير معروفة عند سائر المذاهب، وليست مستعملة في غير مذهب واحد منها أو مذهبين أحياناً، وقد يكون لها لفظ مرادف لدى بقية الفقهاء، وقد لا يكون. من أجل ذلك مسّت الحاجة إلى وضع مصنفات مرتبة على حروف الهجاء تتضمن جميع المصطلحات الفقهية الدائرة على ألسنة الفقهاء، والمستعملة في كتبهم على إختلاف مذاهبهم في النظم الإسلامية كافة، النظام المالي والإقتصادي والسياسي والجنائي والإجتماعي والسلوكي والأخلاقي. من هنا يأتي هذا المعجم.